عمليات الاختراق قد لا تبدأ برسالة تحذير واضحة، غالباً ما تبدأ بعلامات صغيرة وغريبة تتجاهلها في البداية.
بما أن البريد الالكتروني ورقم الهاتف هما نقطتا الضعف المركزيتان اللتان تربطان كل حساباتك، فإن اكتشاف اختراقهما مبكراً هو أمر مهم جداً.
لكن كيف تعرف إذا تم اختراق رقم هاتفك أو إيميلك؟ سنشرح لك ذلك في هذا المقال.
كيف تعرف أن إيميلك مخترق؟

اختراق الإيميل هو الخطوة الأولى للمخترق للوصول إلى باقي حساباتك. كن منتبهاً لهذه العلامات التحذيرية:
- تحاول إدخال كلمة السر الصحيحة مراراً وتكراراً، لكنها تفشل. هذا يعني غالباً أن المخترق قد دخل قبلك وقام بتغيير كلمة السر ليمنعك من الدخول.
- تفحص مجلد “البريد المرسل” وتجد رسائل مليئة بالروابط الاحتيالية أو طلبات غريبة مرسلة إلى جهات اتصالك. هذا يعني أن حسابك يُستخدم كأداة للاحتيال على أصدقائك.
- تصلك رسالة من تطبيقات مثل جوجل أو مايكروسوفت تقول أنه تم تسجيل دخول جديد إلى حسابك من جهاز في مكان ما أنت لست به.
- تدخل إلى إعدادات حسابك لتجد أن البريد الإلكتروني المخصص للاسترداد أو رقم الهاتف قد تم تغييره إلى رقم أو إيميل لا تعرفه. وهي خطوة خبيثة يقوم بها المخترق ليضمن أنه يستطيع استعادة الحساب حتى لو حاولت أنت تغييره.
كيف تعرف أن رقمك مخترق أو مستهدف؟

اختراق رقم الهاتف لا يعني بالضرورة أن المخترق داخل هاتفك، بل أنه يستغل رقمك:
- فقدان الشبكة فجأة: إذا تحول هاتفك فجأة إلى SOS أو “لا توجد خدمة” بدون سبب واضح (لست في منطقة معزولة)، فهذه علامة حمراء مباشرة على أنك قد تكون ضحية لعملية تبديل شريحة ناجحة.
- استقبال أكواد تفعيل (OTP) لم تطلبها: إذا وصلتك فجأة أكواد تفعيل (2FA) لحسابك البنكي أو لواتساب أو فيسبوك وأنت لم تطلبها، فهذا يعني أن شخصاً آخر يمتلك كلمة سرك ويحاول الآن تجاوز خطوة التحقق باستخدام رقمك.
- تلقي رسائل تصيد غريبة بكثرة: إذا لاحظت زيادة مفاجئة في الرسائل النصية التي تدعي أنها من “البنك” أو “أمازون” وتطلب منك الضغط على روابط، فهذا يعني أن رقمك موجود في قائمة مستهدفة لمحاولات التصيد الاحتيالي.
- نشاط غريب في حساباتك المرتبطة بالرقم: إذا لاحظت عمليات شراء لا تعرفها، أو رسائل مرسلة من حساباتك لم تكتبها، فهذا يعني أن المخترق قد نجح بالفعل في استخدام رقمك للوصول إلى هذه الحسابات.
كيف حصلوا على رقمك أصلاً؟
قد تتساءل كيف وصل رقمك الخاص إلى أيدي المخترقين. الإجابة بسيطة لكنها مقلقة قليلاً:
- تسريبات البيانات: يُسرق رقمك كجزء من عملية اختراق كبيرة لقاعدة بيانات شركة سجلت فيها سابقاً (مثل فيسبوك، لينكدإن، أو أي متجر إلكتروني).
- وسطاء البيانات: هي شركات تجمع بياناتك من مصادر مختلفة وتبيعها بشكل قانوني لأغراض التسويق، وقد تصل هذه القوائم لأيدي المحتالين.
- وسائل التواصل الاجتماعي: إذا كان رقم هاتفك معيناً للعامة في ملفك الشخصي.
- التصيد الاحتيالي: عبر إقناعك بإدخاله بنفسك في صفحة مزيفة.
- تبديل الشريحة: في هذه العملية ينجح المخترق باقناع شركة الاتصالات الخاصة بك (عبر انتحال هويتك) بنقل خدمة رقمك إلى شريحة SIM جديدة يملكها هو.
اقرأ المزيد: ما هي المصادقة الثنائية 2FA وكيف تحمي حساباتك؟
هل هناك طرق لكشف تسريب البيانات؟
هناك عدة طرق لكشف تسريب البيانات، لكن في البداية من المهم أن تفهم الفرق: الاختراق يعني أن شخصاً ما داخل حسابك الآن. أما التسريب فيعني أن بياناتك (إيميلك، كلمة سرك، رقم هاتفك) قد سربت من قاعدة بيانات شركة أخرى (مثل فيسبوك، لينكدإن.. إلخ) وأصبحت متاحة للمخترقين على الإنترنت.
هذه الأدوات تخبرك إذا كانت بياناتك مسربة:
- موقع Have I Been Pwned: ضع إيميلك في الموقع، وسيخبرك إذا كان قد ظهر في أي تسريب بيانات كبير ومعروف.
- موقع Monitor Mozilla: ادخل ايميلك وبعض المعلومات، وسيقوم الموقع بالفحص عن أي تسريبات.
- Google One Dark Web Report: توفر جوجل ميزة ضمن حسابك تتيح لها فحص الويب المظلم Dark Web بشكل دوري بحثاً عن إيميلك، اسمك، وحتى رقم هاتفك، وتنبيهك إذا تم العثور عليها.
ماذا تفعل إذا تم اختراق رقم هاتفك أو ايميلك؟

في حال اختراق الإيميل:
- حاول استعادة الحساب فوراً عبر صفحة “نسيت كلمة المرور”.
- بمجرد الدخول، غيّر كلمة السر إلى كلمة قوية وجديدة.
- فعّل المصادقة الثنائية (2FA).
- اذهب للإعدادات وراجع الأجهزة المسجل دخولها، واحذف أي جهاز غريب. تأكد من أن بريد الاسترداد ورقم الهاتف صحيحان.
- أخبر جهات اتصالك ليحذروا من أي رسائل احتيالية منك.
في حال اختراق رقم الهاتف:
- اتصل بشركة الاتصالات الخاصة بك فوراً في حال تبديل الشريحة، أبلغهم بالاحتيال واطلب تجميد الخط وإلغاء تفعيل الشريحة التي مع المخترق.
- جمد حساباتك المالية والمصرفية المرتبطة بالرقم.
- فعّل المصادقة الثنائية (2FA) عبر طريقة بديلة غير رقم الهاتف مثل تطبيق المصادقة (Google Authenticator) لمنع الاستغلال.
- غيّر كلمات مرور حساباتك المرتبطة بالرقم باستخدام جهاز آمن، خاصة البريد الإلكتروني والحسابات المصرفية ومنصات التواصل الاجتماعي.
كيف تحمي نفسك من الاختراق؟

- تفعيل المصادقة الثنائية (2FA) في كل مكان: حتى لو سرق المخترق كلمة سرك، لن يستطيع الدخول بدون الكود الثاني الذي يصل إلى هاتفك.
- استخدام كلمات سر قوية: لا تستخدم نفس كلمة السر لأكثر من موقع. استخدم Password Manager ليقوم بإنشاء وتخزين كلمات سر معقدة لكل حساباتك.
- الحذر من رسائل التصيد: لا تضغط على أي رابط في إيميل أو رسالة نصية يطلب منك ادخال معلومات خاصة.
- تأمين اتصالك على الشبكات العامة: عند استخدام شبكة Wi-Fi في مقهى أو مطار، تكون بياناتك مكشوفة. استخدم VPN لتشفير اتصالك.
كيف تقلل من مخاطر اختراق رقم الهاتف؟
كما رأينا، كلما قلّت الأماكن التي تستخدم فيها معلوماتك الأساسية، كلما كنت أكثر أماناً. المشكلة هي أننا نستخدم نفس رقم الهاتف الشخصي ونفس الإيميل لكل شيء، وهذا يكوّن بصمة رقمية ضخمة تربط كل حساباتنا ببعضها.
الاستراتيجية الذكية هي الفصل بين الهويات. بدلاً من إعطاء رقم هاتفك الحقيقي (المرتبط بالبنك وبحساب واتساب العائلي) لكل تطبيق أو موقع أو لعبة تطلب التسجيل، يمكنك استخدام رقم هاتف ثانٍ.
عند استخدامك لرقم حقيقي وموثوق من خدمة مثل Non-voip للتسجيل في هذه الخدمات الثانوية، فأنت تنشئ جدار حماية.
حتى لو تم اختراق قاعدة بيانات هذا التطبيق أو الموقع، فإن الرقم الذي سيتسرب هو رقمك الثانوي، ويبقى رقمك الشخصي الحقيقي آمناً وبعيداً عن أيدي المخترقين ومحاولات احتيال تبديل الشريحة.
في النهاية
الأمان الرقمي يختصر في خطوتين عمليتين تحدثان فرقاً كبيراً
اجعل المصادقة الثنائية إلزامية على كل حساباتك، ويفضل استخدام تطبيق مصادقة بدلاً من الرسائل النصية.
توقف عن استخدام رقم هاتفك الشخصي في كل مكان وابدأ في استخدام أرقام هواتف مؤقتة وحقيقية من Non-voip للخدمات غير الأساسية لضمان بقاء هويتك الأساسية آمنة.
Blog Non-VoIP